الاستغراب وخيارنا – فادي حديفه
المتابعة في الموضوع ( الاستغراب ) هو المعادل القريب من موضوع ( خيارنا ) نحن شعوب الأرض التي لا حول لها.
إذا كان بالإمكان الاتفاق ولو على خطوة واحدة بهذا الاتجاه، ونتحدث عربياً لأسباب موضوعية، وإذا اتفق معنا، فهذا شرف لنا، إنها القصة الغريبة من نوعها التي عصفت بنا ولا تزال، ولا خلاص واضح يبدو وشيكاً.
إن الاستشراق الأوربي لا يمكن اختصاره بحادثة، أو قصة، لكن من الممكن تقريب الموضوع، ليس للفهم، إنما للاتفاق على نقطة الانطلاق.
الكثيرون يعتبرون نقاط التماس الأولى مع الغرب بداية الاستشراق، الحروب الصليبية، والحملات العسكرية اللاحقة، وكثيرة هي نقاط الانطلاق والوقوف عند أحدها هو باب الاستنتاج لا أكثر، كانت مؤسسة ( سان سيمون ) تفكر في البحر المتوسط مع البحر الأحمر، فكرة تاريخية وعلمية، وعندما قدم نابليون إلى مصر أصبحت الفكرة أقرب، والمال متوفر، والشركات تنتظر الفرصة، وكان وكيل ( سان سيمون ) هو ( فرناند دوليسيبس )، وصحيح أن مصر تتبع للعثمانيين، إلا أن المصالح تسير تحت موج البحر، وتمت الفكرة بالتطبيق، وكانت القناة بوابة الاستعمار الجديد.
هنا نسأل: ما هي الأفكار التي سيستغرب الشرق بها، خاصة أنه خلال قرن من الزمان لم نستطع نقل أية فكرة علمية إلى أرض الواقع، سواء كانت الفكرة غربية أم شرقية؟
إذا كانت فكرة قناة السويس قد أخذت قرن من التفكير، فما هي الفكرة التي نبحث عنها في الغرب، ونطرحها، ونعود لنطبقها في مكان وزمان ( والله أعلم )؟
إن طلب الاستغراب يكمن في الحفاظ على الذات.
ورؤية المشروع المقابل الذي لا بد أنم يؤدي إلى:
1ـ إظهار الفريق المبادر المبدع.
2ـ تقديم الذات الواضحة والمفهومة.
الشبك مع كل من يريد هذا الطريق.
من أجل الدفع لدراسة تجربة الغرب ( عقائد ـ تاريخ ولغات … إلخ ).
ودراسة الذات ونقد التجارب التي لم تؤدِ لشيء من الذي نطمح إليه.
أكثر من مائة ألف كتاب استشراقي، علينا أن نجمع ما قدمنا بهذا الاتجاه، وهل يكفي، وهل هو مرتبط في نقد الذات، ودراسة الآخر؟
هل هو فعل فردي أم مؤسساتي؟