أخر الأخبار
السوريين إلى أين ذاهبون
السويداء صورة وخبر ـ بعد سقوط الأسد هل يذهب شعبها إلى النعيم أم سيبقى في الجحيم؟
السوريين إلى أين ذاهبون
هرب الأسد بعد 13 عاماً من القهر والجوع والموت السريع والبطيء، تاركاً شعبه بلا رصيد لا عسكري، ولا مالي، ولا إنساني، ترك وراءه فضائع يندى لها الجبين الإنساني، وخاصة بعد أن شاهدنا ما شاهدناه من مناظر في السجون وسمعنا ما كان يحصل فيها من إجرام بحق الإنسانية. هرب مع حاشيته، تاركاً جيشه العقائدي دون حماية ودون طعام ولا مال ولا أي من المقومات التي تجعله يقاوم، بل هرب كهروب رؤسائه، تاركاً سلاحه وعتاده لمن يستولي عليه، تاركاً سجونه وسجنائه بلا طعام أو أي اهتمام بمصيرهم، إلى أن جاءهم الغيث من قبل أهاليهم ليطلقوا سراحهم سياسيين كانوا أو مجرمين، من سجون تحت الأرض، فهناك من وجد ابنه أو ابنته أو لم يجده ويبقى بحكم المفقود أو الميت والمدفون بالمقابر الجماعية، أو كما سمعنا عبر الوسائل الإعلامية أن جثث المساجين كانت ترمى للأسود التي كان يربيها أحد السجانين. في سجن صيدنايا، أما اليوم فنحن على أبواب حكم جديد لا نعرف ماذا يخبئ للشعب السوري الذي قضى 13 عاماً بالعذابات المختلفة الأشكال والألوان إما بالتهجير أو فقدان أفراده أو أسره قتلاً أو تهجيراً إلى جميع بقاع الكرة الأرضية، وهجرة العقول بجميع اختصاصاتها وإفراغ الوطن منها ليبقى الوطن يتيماً وتصبح سورية هي العجوز بينما كانت شابة بوجود أبنائها الشباب، وأصبحت الدول العجوز تعج بشباب سورية وعادت فتية بفضل وجودهم فيها. والسؤال الذي يتساءله الشعب السوري: هل سيكون اليوم هو نقطة انطلاق نحو الأفضل، نحو حكم إنساني، حكم علماني، حكم ديمقراطي، حكم قانون عادل يحمي الفقير والغني، بعيداً عن المحسوبيات، حكم تشاركي علماني مدني، بعيداً عن السلفية والدكتاتورية، حكم يجعل سورية آمنة، ومستقرة، ومنتجة، حكم يمنح حرية الاستيراد والتصدير، والتنافسية ومنع احتكارهما لفئة معينة أو أشخاص معينين، هذا ما يطلبه الشعب السوري اليوم، وليكن الدستور الجديد يحمل كل ما هو إنساني وعلماني وقانوني يحفظ كرامة المواطن السوري، ويجعل سورية في مصاف الدول الراقية، فالشعب السوري جدير بذلك لأنه أثبت ذلك خلال وجوده في البلاد التي هاجر إليها، وأثبت جدارة المواطن السوري أينما وجد، بنباغته وعلمه، وفكره التجاري، والصناعي، والإنساني.
لنصنع دستورنا الجديد بحرية وديموقراطية وتشاركية خالية من العرقية أو الإثنية أو الدينية، أو الحزبية، أو غير ذلك من الانتماءات التي تبعد السوري عن أخيه السوري، كلنا أبناء وطن واحد وعانينا نفس المعاناة، يحق لنا جميعاً أن نعيش جميعاً بسلام واطمئنان. دستوراً يقبله جميع السوريون من أقصى الوطن إلى أقصاه، قانوناً يحترم رأي الفرد كاحترامه لرأي المجتمع.
أما على الصعيد الإداري والمناصبي ضاق المواطن السوري من المحسوبيات الشخصية أو الحزبية أو غير ذلك من الصفات التي أودت بسورية إلى التهلكة، وتناحر الأشخاص غير الكفؤ لاستلام المناصب والمهام لكي ينهبوا ويسرقوا ويتحكموا بالمواطن. وهناك ناحية يجب عند تشكيل أية حكومة أو تكليف بأي مهمة إدارية أو مناصبية أن تبتعد عن تكليف الأطباء بهذه المهمات، لأن ومن خلال التجارب السابقة، خسرنا الكثير من الكوادر الطبية الخبيرة والمعطاءة عندما كلفوا بأعمال إدارية ومناصبية، أدت بهم في النهاية بالمكوث في منازلهم لعدم قدرتهم مواكبة اختصاصاتهم، أو بحثوا عن أعمال تبعد كل البعد عن اختصاصاتهم، فالأطباء، ثروة وطنية يجب أن لا نقضي عليها لا بالتكليف الإداري ولا بالسفر خارج القطر.
الأمر والأكثر أهمية يجب أن تنظر إليه الحكومات القادمة وهو تعزيز العملة السورية، رفع الرواتب لا تحل المشكلة المعيشية للمواطن، ولا ترفع مستوى الاقتصاد، وذلك لأنه برفع الرواتب سترتفع معها أسعار جميع السلع والمواد الأولية، كما أنه ليس كل الشعب السوري موظف فهناك العامل والفلاح والغير ذلك ـ بتعزيز قيمة الليرة السورية هو أمر هام وضروري في المرحلة القادمة، ولا يتحقق ذلك إلا بالضرب من حديد لكل من تسول نفسه لكل من يقوم بالمضاربة على سعر صرف المصرف المركزي أياً كانت صفته، ومقامه، وأن يبقى التعامل بالعملة السورية لأنها العملة الوطنية. ولا بديل عنها، فبتعزيز قيمة الليرة السورية نستطيع أن نرتقي باقتصادنا الوطني ويرتقي معه الدخل إن كان للموظف أو أي مواطن على مساحة القطر العربي السوري.
أما بالنسبة للأمن والأمان يجب ومنذ الأن انتقاء العناصر الشرطية ذات الثقة بعيداً عن المحسوبيات لنتخلص من ظاهرة الفساد التي سادت سابقاً وأودت بحقوق المواطنين إلى التهلكة وضياع حقوق من لهم حق، من خلال الفساد والمحسوبيات والرشوة التي كانت هي السائدة في الأيام السابقة.
أما في المجال القانوني والذي هو مهم جداً يجب إقصاء كل قاض فاسد ومحاسبته حساباً عسيراً، ليكون عبرة لغيره ممن تسول نفسه أن يخرج عن القانون وتضيع حقوق المواطنين بسببه.
أما بما يخص الخدمة العسكرية للدفاع عن الوطن فهذه أهم ما ورد، بضياع الوطن لا قيمة للمواطن بلا وطن، إحترام الجندي وعدم سرقة حقوقه المالية والغذائية وغيرها، تؤدي به إلى ولائه لوطنه والدفاع عنه بروحه، وإذا كان الجندي يهان من قبل رئيسه وتسرق مخصصاته ورواتبه وغير ذلك من حقوقه، سوف يأتي يوم ويتحول دفاعه عن وطنه أثناء الحرب إلى الانتقام من رئيسه ، انتقاماً لما كان يفعل به رئيسه أثناء السلم.
أما في مجال التربية والتعليم، فالتربية والتعليم متلازمتان يجب أن لا نفصل بينهما أبداً، يجب في هذه المرحلة تعزيز دور المعلم لأنه له مهمتين مهمة التربية ومهمة التعليم، رأينا سابقاً أن المعلم قل الاهتمام به بل أهين من جميع الجهات، وأصبح عديم الاحترام لدى الطلاب، وذلك بسبب أنه أصبح الطالب يعتبره حادماً له، لأن الطالب أصبح يعطيه ثمن الدروس الخاصة، وأصبح هناك نوع من الاحتقار لمهنة المعلم، والسبب أن المعلم أصبح لا يستطيع من خلال راتبه أن يفي مصروف بيته ومعيشته فاضطر ليصبح مدرساً خاصاً يدور على منازل طلابه، وأصبحت في النهاية لتصبح مهنة أودت بالكثير من المعلمين إلى اللحاق بركب قطار الفساد. لذلك يجب الاهتمام بالمعلم وإعطاءه حقوقه كاملة مادية كانت أو معنوية ليعود له الدور الأول في بناء المجتمع.
أما في مجال الإرشاد النفسي والاجتماعي والصحي في المدارس يجب أن نوليهم نفس الاهتمام بالمعلم لأنهم أركان هامة إلى جانب المعلم، فالكثير من الحالات في المدارس إن كانت نفسية أو اجتماعية أو صحية لا يستطيع المعلم أن يقوم بها بمفرده، لذلك يجب تعزيز دور المرشدين ودعمهم بكل ما يلزم من متطلبات عملهم.
أما المواطن فهو عماد الوطن بكل فئاته لذلك عندما نعزز المواطن نعزز وطناً بأكمله، فالمواطن له الحق بدخول أي مكان إداري مهما كانت صفته واحترامه وتقديم كل ما يحتاج إليه ضمن القانون، وعدم إغلاق الأبواب في وجهه، كما كان يحصل أمام الوزارات أو المؤسسات الخدمية، وللمواطن السوري تجارب مزعجة بحقه بهذا الأمر، الموظف في خدمة المواطن ما دام المواطن صاحب حق في الدوائر الرسمية، ويجب احترامه، وكرسي المواطن في غرف الموظفين هي كرسي المواطن يجلس عليها دون استئذان الموظف لأنها كرسي المواطن وليست ملك للموظف.
في مجال الانتخابات عانى الشعب ما عاناه من جراء المحسوبيات الحزبية والسياسية والعائلية وغير ذلك، وهذا المطلب ملزم من المجتمع والدولة على حد سواء، يجب علينا جميعاً انتقاء من هو الأكثر كفاءة ولنبتعد عن القرابة والصداقة وغير ذلك، لأننا إذا انتقينا قريباً أو صديقاً أو موالياً عديم الكفاءة أو فاسداً، سوف ينعكس ذلك علينا بشكل عام، هذا ما كان يحصل وهذا سبب هام لما عانيناه في الأيام السابقة وأوصلتنا هذه التصرفات لتراجع كل مقومات الحياة في سورية أجمع. لدينا كفاءات عالية الأهمية في سورية يمكن أن نأخذ منها الرئيس والوزير والمحافظ وغير ذلك من المهام التي يمكنها أن ترتقي بسورية إلى مقام الدول المتقدمة. لدي سؤال لماذا مواطن في سورية يهمل، وعندما هاجر إلى دول أوربا أصبح رئيس بلدية بانتخاب الأوربيين له. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك. لذلك ليكن اختيارنا مصيباً لمن يتم ترشيحه لأي منصب، والأفضل أيضاً أن ننتقي الشخص المناسب ونقوم باقناعه ليتقدم للانتخابات ونشد أزره، ونسانده حتى يستطيع تقديم الخدمات على أكمل وجه.
هناك الكثير والكثير من المعاناة التي كنا نعيشها، بمعالجة هذه الأمور الواردة أعلاه نستطيع أن نعود بالنهوض بوطننا ثانية.
الصيدليات المناوبة في السويداء يرجى النقر على الرابط ليظهر جدول المناوبات
pharmacy dec-2024-webhttps://swspn.com/wp-content/uploads/2024/12/pharmacy-dec-2024-web-1.pdf