الطربوش عنوان بارز لزي المرأة الشعبي بالسويداء

السويداء صورة وخبر ـ تقرير عمر الطويل

شكل الطربوش عنواناً بارزاً لزي المرأة الشعبي بالسويداء عبر التاريخ بما يضفيه من جمالية، ووقار على النساء اللواتي كنّ يتسابقن في ارتدائه على رؤوسهن.

الطربوش الذي كان شرطاً من شروط المهر القديمة، وكانت ترتديه العروس في ليلة زفافها أصبح اقتناؤه اليوم مقتصراً على من ورثته من والدتها أو الأغنياء فقط كونه مُكْلِف، بحيث يجري ارتداؤه أحياناً في الأعراس أو المناسبات التقليدية.

وبحسب الباحث /سلمان البدعيش/ فإن الطربوش يُصنع من نفس المادة التي يصنع منها طربوش الرجال من قماش الجوخ الأحمر مع كسر الحافة الحادة العليا التي تصل سقفه بجوانبه كي يأخذ الاستدارة، والانحناء المناسبين لرأس المرأة عندما يثبت القرص فوقه، وطوله لا يزيد عن 15 سنتيمتر.

ويتألف الطربوش كما ذكر البدعيش من أربعة أجزاء يشمل أولها القرص الدائري من الفضة المزركشة يثّبت على الطربوش من الأعلى أي فوق الرأس، ويكون من الفضة النقية التي يقال لها فضة “روباص”، وتشكل شرائط الفضة التي ينسج منها القرص رسوماً، وزخارف فنية جميلة تعلق بالقرص، وتتدلى من محيطه “الجهايد”، ومفردها جْهادية وهي عبارة عن قطع دائرية من الذهب ويتراوح عددها بين (٢٥ و ٣٥) قطعة وزن كل منها ٤ غرام وفي هذه الحالة يسمى قرص “مشنشل”.

أما الشكة وفقاً للباحث البدعيش فهي الجزء الثاني، وتثّبت على حافة الطربوش من الأمام، والأسفل، وعلى عرض الجبين بين الصدغين، وتتألف من عدد من القطع الذهبية تسمى “الرباعي”، ومفردها رُبعية، ويتراوح عددها بين (٦٠و٨٠) رُبعية، وزن الواحدة (٧٠) سنتيغرام وهو أقل من الغرام، وتُثَبَّت بخياطتها على الحافة السفلى للطربوش، حيث لا يظهر من الربعية أكثر من ربعها أو ثلثها، ويمكن أن تركب على الطربوش شكة واحدة أو شكتان حسب القدرة المادية.

ويضم الجزء الثالث المعروف بـ /الشوالق/ كما بيّن الباحث البدعيش عدداً من القطع الذهبية تسمى الواحدة منها “قرَنيصة” تعلّق وتتدلى من جانبي الطربوش على شكل مثلث فوق الأذن، وعددها من كل جانب ٦ “قرنيصات” تزن الواحدة منها (١٦) غراماً تصبح بعد التحويل (١٨) غراماً، ويمكن أن يستعاض عن “القرنيصات” بليرات ذهبية فتصبح التكلفة أكبر.

فيما يسمى الجزء الرابع بـ “الغازية”، ويتضمن تعليق قطعة ذهبية تسمى “الغازي”، وجمعها “غوازي” في الطربوش من الأمام والوسط فوق الجبين، حيث يظهر ثلثاها من تحت حافة الطربوش وبدأ يستعاض عنها الآن بليرة ذهبية.

وبيّن البدعيش كيف تطرح فوق الطربوش قطعة من القماش الأبيض الشفاف تسمى ” الفوطة”، وهي غطاء الرأس عند النساء، وتكون عند الصبايا أقل سماكة وتسمى “الجورجيت” وعند الأكبر سناً تكون أسمك، وتسمى “المقطع”.وبحسب المدّرسة الشابة /سلاف الخطيب/ فإنها تحب ارتداء الطربوش العربي في مختلف المناسبات، وتعريف الأجيال الحالية به انطلاقاً من ضرورة حفظ التراث.