المنشل وسيلة تروي حكايات نقل المياه قديماً في السويداء

السويداء صورة وخبر ـ تقرير عمر الطويل
يعد “المنشل” واحداً من عناصر التراث المادي الدالة على طبيعة حياة سكان محافظة السويداء قديماً كوسيلة كانت تُستخدم لنقل مياه الشرب.

“المنشل” الذي ما زال بعض المهتمين بالتراث يعملون على اقتنائه تحول اليوم إلى تحفة نراها ضمن المعارض التراثية، وفي عدد من المنازل القديمة، وتحمل معها حكايات تستذكرها العديد من النسوة المتقدمات في العمر.
وبحسب المهتم بالتراث عضو جمعية العاديات /تيسير العباس/ فإن “المنشل” عُرف باستخداماته في معظم مناطق جبل العرب منذ أكثر من (100 عام)، وذلك لنشل المياه من قبل النساء من الينابيع والعيون، والبرك على أكتافهن وإحضارها للمنازل مستذكراً في مدينة السويداء على سبيل المثال كيف كان يتم نشل المياه من ما كان يسمى بـ “مية التربة” و”ساحة بوز” و “الميدان” موقع القصر البلدي حالياً، وغيرها من المواقع.

وأوضح العباس أن “المناشل” كانت بأحجام مختلفة، وتُصنع يدوياً من قبل ما يعرف بـ “السنكري” الذي كان يستفيد من “البيدونات” المستوردة غير القابلة للصدأ التي كانت تعبأ فيها الزيوت، والمحروقات، ويعيد تصنيعها من جديد، ومنهم العديد من الأشخاص الذين عملوا في هذا المجال من آل أبو محمود وسرايا.
ووفقاً للجدة /لطفية الطويل/ من مدينة شهبا فإن معظم البيوت قديماً كان يوجد فيها “مناشل” تحملها النساء لجلب المياه من مصادرها لاستخدامها سواءً للشرب، بحيث كانت تفرغ بالخوابي أو لسقاية المواشي حيث تفرغ بما يسمى بـ “الران” أو لنقلها إلى المطاحن أو إلى مواقع العمل مقابل تقاضيهن أجور غالباً ما يكون مقدارها كمية من القمح.وتستذكر الطويل كيف كانت النساء في مدينتها يبذلن جهداً كبيراً لجلب المياه بـ “المنشل” على أكتافهن من موقع البرك مبينةً أن هناك شخص من آل علبة كان يقوم بتصنيع المناشل لافتة بالوقت نفسه إلى أن سكان المنطقة كانوا يستخدمون قبل ظهور المناشل أواني فخارية لنقل المياه.
الصور: من أرشيف الأستاذ تيسير العباس