جنان كمال الدين تجسد التراث المحلي بلوحات فنية عمادها الأقمشة

السويداء صورة وخبر ـ تقرير عمر الطويل

تجربة لتجسيد التراث المحلي بلوحات فنية مرسومة باستخدام الأقمشة تقدمها /جنان كمال الدين/ من محافظة السويداء بما يعكس إمكانياتها، وأفكارها، ومهارتها اليدوية، وذائقتها، وإحساسها الفني.

جنان قالت خلال حديثها لموقع السويداء صورة وخبر إن حبها للبيئة التي نشأت بها، وتراث محافظتها، إضافةً لنجاح مشروعها الأول بالمحافظة لتدوير الأقمشة دفعها للتوجه لهذه التجربة عبر تقديمها للتراث بلوحات فنية كبيرة من القماش باستخدام الإبرة، والخيط فقط.

وبحسب جنان فإنها انطلقت بما تشتهر به المحافظة من عادات وتقاليد، وأنجزت العديد من اللوحات منها لأحد المشايخ وهو بزيه التقليدي، والآخر يُصنع الدبس، وكذلك للعروس باللباس التقليدي كما قدمت المرأة المعروفية ابنة الجبل وهي تخبز وتسلق البرغل، والقمح، وتُصنع القش، والدهن ودبس البندورة وغيرها، إضافةً لتقديمها للبيوت القديمة، وتصويرها لبطولات الأجداد في مقارعة المستعمرين.

وفي محاولة منها لتطوير تجربتها أظهرت جنان كما ذكرت  الأمثال الشعبية في عدد من اللوحات القماشية لتعريف الأجيال الحالية، والقادمة بها، وحملت عناوين مختلفة منها مثلاً  “لا تطعمني سمك بل علمني الصيد” و “بحصة بتسند جرة”  و “لكل حصان كبوة” و “الكلاب تعوي والقافلة تسير” و “حارتنا ضيقة ومنعرف بعض”.

وتؤمن جنان بأن العمل الذي ينبع من داخلها بشكل فطري بسيط يصل للصغير قبل الكبير، وذلك رغم الوقت الذي تستغرقه فكرته للخروج والجهد المبذول لإنجازه كاشفة عن تقديمها عام /٢٠٢١/ للوحة للطابع الأول بالعالم من القماش بارتفاع /١٠٣/ سنتيمتر وعرض /٧٣/ سنتيمتر وهو طابع للأزياء الشعبية في سورية، وصدر في معرض دمشق الدولي عام /١٩٧٣/.

والوقت الذي تمضيه جنان لإنجاز أعمالها التي تحتاج لدقة ومهارة لا يشكل عليها عبئاً كربة منزل كونها تجد متعة فيها وفرصة هامة لتأكيد ذاتها كسيدة فاعلة منتجة بالمجتمع.

طموحات تحملها جنان التي شاركت بالعديد من المعارض داخل محافظة السويداء وخارجها لتوسيع مشروعها التراثي، والتعريف به بشكل أكبر حتى يلاقي الاهتمام، والدعم المادي اللازم بغية الارتقاء به نحو الأفضل.

تجربة جنان مع التراث تضاف كما بينت لمشروعين سابقين لديها الأول بعنوان “نساء يعدن الحياة” الخاص بتدوير الأقمشة المستعملة، وإعادة الاستفادة منها وكان بالتشارك مع عدد من النساء اللواتي استفدن منه وأسسن مشروعات خاصة بهن، والثاني إنتاجي صغير يحمل اسم /سنديانة السويداء/ ويعتمد في غالبية أعماله على جعل بقايا الأقمشة المتناغمة مع استخدام الإبرة والخيط ضمن لوحات فنية يتم من خلالها الاستغناء عن الألوان مع اللجوء أحياناً لإدخال لون طبيعي أو من مادة القهوة أو الصباغ المخصصة للرز، كما يتضمن لوحات جامعة بين الأقمشة والورق، وتشكيلات فنية من توالف البيئة وأعمال يدوية من تدوير الورق كالتحف، والأدوات المنزلية كالسلال.

ولم يقتصر عمل جنان لذاتها وتسويقها إنتاجها فحسب بل حرصت على نقل خبرتها وتجربتها كما أوضحت عبر قيامها بدورات تدريبية للعديد من النساء مع عدد من الجمعيات الخيرية، والجهات المحلية بالمحافظة.

يذكر أن جنان كمال الدين هي خريجة معهد فنون جميلة في تسعينيات القرن الماضي، وسبق لها العمل بالخياطة، والأعمال اليدوية المنزلية قبيل الانطلاق بمشاريعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى