أخر الأخبار
شعبية الإعلامي تكمن بمصداقيته
ذهب زمن الإعلام المقيد بسلاسل التبعية السياسية والإدارية التي كانت تكبل الإعلامي أينما ذهب، حتى يحرر تقريره الإعلامي، السويداء صورة وخبر، أكرم الغطريف

شعبية الإعلامي تكمن بمصداقيته
ذهب زمن الإعلام السوري المقيد بسلاسل التبعية السياسية والإدارية التي كانت تكبل الإعلامي أينما ذهب، فعندما يقوم الإعلامي بتحرير مقالته أو تحقيقه، يكتب ويشطب عشرات العبارات حتى يصل للعبارة التي ترضي إدارة مؤسسته الإعلامية التي كانت ترفض أية كلمة أو أية صورة تؤدي إلى إغضاب أي مسؤول في مفاصل الدولة، مديراً كان أو محافظاً أو وزيراً أو فرعاً أمنياً، فكثيراً ما كانت ترمى مقالات وتحقيقات وصور وغير ذلك مما يثبت حقائق كانت تجري في ثنايا المؤسسات، وكثيراً من الإعلاميين مهما كانت صفتهم محررين أو مصورين تعرضوا للأذى إما بالتعذيب لترهيبهم أو بالاعتقال لمعاقبتهم أو بالقتل لإخفاء الجرم إن استحالت عمليتي الترهيب أو الاعتقال، وكم من القضايا التي أقيمت بحق الإعلاميين لأنهم كانوا يكشفون المستور لدى القضاء، متسلحين بقانون الإعلام الذي سمح لأي مدير أو مسؤول، بالادعاء عليهم. ويصبح الإعلامي بدلاً من متابعة مهنته الأساسية، أصبح يتابع قضاياه في المحاكم.
أما اليوم فنحن على عتبة حقبة جديدة من الحياة السورية، حقبة يجب على الإعلاميين المطالبة بتحرير الإعلام من جميع القيود الإدارية أو السياسية، ويصبح الإعلام منارة تنير جميع الدروب في الحياة السياسية والإدارية لكل مفاصل الدولة، وتكون الدليل والمؤشر إلى أماكن الخلل دون خوف أو استمالة لإرضاء أحد على مصلحة الوطن والمواطنين.
استقلال الإعلام يدل على صحة الدولة، ويجب أن لا يكون عليها أية سلطة أياً كانت صفتها تقف أمام الإعلام، وعدم حجب أية معلومة يريدها الإعلامي من أية جهة كانت، لكي يوصل الحقيقة كاملة للمجتمع والمسؤول الأعلى لتصحيح الخطأ إن وجد.
كما يجب أن يتقاضى الإعلامي راتباً وحصانة تقيه من استرضاء المسؤولين واستمالته إليهم من أجل معيشته أو حمايته.
أما من ناحية الإعلاميين يجب عليهم إثبات شخصيتهم الإعلامية واحترام مهنتهم وعدم الإساءة إليها من خلال ضعفهم أمام أي مسؤول أو أية جهة كانت، وأن ينقل حقيقة ما يجري أمامه أو ما يحصل عليه من تحقيقات تأتي لصالح المجتمع، فإن كان الإعلامي صادقاً سيجلب انتباه المواطن ويتابعه ويصبح لسان حال المجتمع وينال احترام المواطن قبل المسؤول، فالمسؤول مهما طال الزمان سينتهي به الأمر إلى بيته ويبقى المواطن هو سيد الموقف.
كما يجب على الإعلامي الابتعاد عن الخطأ قدر الإمكان، كي لا تكون هذه الأخطاء نقطة ضعف يستعملها أي مسؤول ضده، فيصبح ضعيفاً ذليلاً، وبعدها لا يستطيع أن ينقل الحقيقة. ويصبح موظفاً فقط، تزول عنه صفة الصحافة اجتماعياً. كما حصل سابقاً لدى العديد من الإعلاميين.
لذلك من أجل سلامة الوطن يجب أن يتحرر الإعلام من جميع القيود التي تمنع قيامه بواجبه وهو نقل الحقيقة دون استرضاء أو ضعف.
الصيدليات المناوبة في السويداء يرجى النقر على الرابط ليظهر جدول المناوبات
pharmacy dec-2024-webhttps://swspn.com/wp-content/uploads/2024/12/pharmacy-dec-2024-web-1.pdf