فصل السم عن الدسم ( الكتب ـ المقالات ـ الأفكار ) – فادي حديفه

الكتب ـ المقالات ـ الأفكار طاقة ديناميكية يولدها البشر إبداعاً وصفياً. أو رسماً لتصورات، أو تحديداً لأهداف، أو حلولاً لواقع معين ,كل ذلك يشكل واقعاً جديداً تحطمه الأفكار، وترسم ملامح الآتي من الوقائع.

 

إن صدور مئات الآلاف من الكتب في الغرب والتي ترسم صورة العرب، سُذَّج ـ كسالى ـ شهوانيين ـ بطون مفتوحة ـ أقرب للقبيلة ـ فاقدي الرقة ـ بسهولة يمكن استعداء بعضهم لبعض … ( برابرة )، لديهم ثروة لا يستحقونها.

هذه المحاولة ليست رسماً توثيقياً لواقع معين، بقدر ما هي رسم لهدف قادم يُؤَسَسُ له ، هذه الكتب وما تحتويه من علوم الاستشراق التي ترسم الصراع الأبدي بين الشرق والغرب، وصولاً إلى ( فوكوياما ) صدام الحضارات.

إنها استسلام كامل، وتثبيت الخضوع، وتدمير فكرة السياسة، وطغيان الاقتصاد باعتباره مشروع سياسي تحويلي نفـَّاذ إلى كل المستويات وصولاً للعائلة.

إن هذا الخضوع جحيم بنظر الكثرة ، وبنظر القلة هو ( فردوس )، إنه رسم اللوحة بكل تفاصيلها. إنه استشراق ( لسلطات محلية ) تُغـَلـِّب مصلحة الآخر على مصالحها. وتضخ كل أموالها لأسواقه، وتؤمن العدو الداخلي لضمان مصالحه، وتضخم صورته الإعلامية لأعلى مستوى.

وتجعل من الغرب مركز العلم، وتعيش في العقدة تجاه الغرب ( نعاج وسنظل كذلك ).

يقول برنارد لويس : ( العرب هكذا خلقوا اتركوهم، لا داعي لبذل أي جهد منهم أو معهم، كالنار تأكل بعضها بعضاً ).

إن رسم هذه الصورة النمطية للشرق والضخ الإعلامي الكبير فكرياً ( نشر الكتب ) 60 ألف كتاب من 1800 حتى 1950 يحتاج لبناء مشروع مقابل مبني أولاً على كرامة البشر ( الشعوب ) ، واحترام عقلها ( الدخول في عصر التنوير الشرقي )، وبناء نقاط الاستناد لقيام مشروع ( الاستغراب ) الذي يكشف زيف الشمال الغني، الذي يدعى الديمقراطية ، ويتعامل مع أسر حاكمة ، ويعادي أي إنموذج يحاول ابتكار الحلول للخروج من التبعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى