مهندسة زراعية تعيد إحياء صناعات القش بمشغولات يدوية متنوعة وتدريبها للنساء

السويداء صورة وخبر ـ تقرير عمر الطويل

بأناملها المحبة للعمل، وحرصها على إعادة إحياء صناعة تراثية، وحمايتها من الاندثار امتهنت المهندسة الزراعية /هند الذيب هنيدي/ تصنيع مجموعة من المشغولات اليدوية المتنوعة من القش أو ما يعرف بـ “قصل القمح”.

هند تستمتع في تطويع القصل أو القش لتجعل منه أدوات قابلة للاستخدام أو الاقتناء، ومنها كما ذكرت لموقع السويداء صورة وخبر الأواني، والأطباق، والسلال، والأباريق، وما يسمى “القفف” وغيرها من الأشكال التي تجد طلباً لها بين متذوقي التراث القديم مع إظهارها لفوائدها، ومزاياها الصحية في حفظ الأشياء كأدوات صديقة للبيئة خلافاً للأدوات البلاستكية المضرة المستخدمة بكثرة في وقتنا الحالي.

وبينت هند (٥٣ عاماً) أن اكتسابها لهذه المهنة المحببة بالنسبة لها تم عقب خضوعها قبل أكثر من عشرين عاماً لدورة في مجال تصنيع أدوات القش تماشياً مساعدة أمها لها في بداية مشوارها، وكذلك خالتها التي كانت تعمل في هذا الميدان إلى أن تحولت من الهواية إلى الانتاج، وتأسيس مشروع متناهي الصغر ضمن منزلها بقرية المجدل.

وتقوم هند باختيار القصل الطويل، ونقعه بالماء لمدة (٥ إلى ٦) ساعات، ثم لفه بقطعة قماش لمدة لا تتجاوز يومين، وسحبه وترطيبه قبيل العمل تباعاً مع رسمها في ذاكرتها للنقوش المطلوبة، ثم تطبيقها على القطع التي تصنعها مستخدمة في عملها أداة تسمى “المسلي” مبينة كيف تعمل على تأمين المادة الأولية اللازمة للعمل من خلال زراعة أرض بحديقة منزلها بالقمح المروي للاستفادة من القصل الطبيعي الناتج، ثم تلوينه بصبغات يتم مزجها بطريقة مدروسة.

وتحرص هند للحفاظ على هذه المهنة لتدريب الفتيات الراغبات بتعلمها، ومحاولتها الدائمة لتطوير مهاراتها بالعمل، وتقديم أشياء جميلة مع وجود طموح لديها لافتتاح صالة عرض كبيرة خاصة بهذه المشغولات. 

معارض متعددة شاركت بها هند داخل المحافظة، وخارجها انطلاقاً كما ذكرت من إيمانها بضرورة الحفاظ على هذه الصناعة اليدوية القديمة مبينة بالوقت نفسه كيف تقدم العديد من القطع المنتجة كهدايا للأصدقاء لتبقى شاهداً على حياة الأجداد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى